تعد مهارة حل المشكلة Problem Solving جزءً رئيسيًا من عملية صنع القرار، وهي مهارة أساسية يرتكز عليها النجاح في جميع المجالات وخاصة المهنية.
تأتي أهمية هذه المهارة في كون المشكلات أو الخلافات، هي العامل الأول في عدم إتمام أي عمل أو صفقة معينة. إذ يستطيع الشخص الناجح، مواجهة الاخفاقات والتحديات من خلال تحديد المشكلة الأساسية وأسبابها، وإيجاد حل فعًال، وبالتالي الحفاظ على سير العمل نحو تحقيق الأهداف المطلوبة، لذلك يعد اكتساب هذه المهارة مهم جداً على مستوى العمل، والمستوى الشخصي أيضًا.
حل المشكلة Problem Solving هي عملية تحديد المشكلة وأصلها، وإيجاد البدائل الفعالة لحلها وترتيبها حسب الأولوية، ثم اختيار أفضل الحلول وتنفيذه.
وتعد هي القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة المفاجئة، والحصول على حلول فعالة تساعد على التخلص من تأثير المشكلة وتقليل هذا التأثير. والخروج من مأزق معين بأقل خسائر ممكنة وفي وقت مناسب لا يعيق العمل فيما بعد.
تساعد مهارة حل المشكلة على الحصول على أفضل حل، وهي إحدى المهارات الأساسية التي يبحث عنها أصحاب العمل في المتقدمين للوظائف، إذ يميل الموظفون الذين يتمتعون بهذه المهارات إلى الاعتماد على أنفسهم.
ولاكتساب هذه المهارة، لابد من تعزيز بعض المهارات التي تعتمد عليها مثل: التفكير النقدي والتحليلي، والاستماع الفعال، والتفكير الإبداعي. بالإضافة إلى مهارات التواصل مع الآخرين والقدرة على إدارة المخاطر والأزمات للوصول إلى اتخاذ القرار، وحل المشكلة بطرق فعالة.
تعد مهارة حل المشكلة من المهارات الضرورية جدًا لما تمنحه من قوة في السيطرة على المواقف والحالات التي يتعرض لها الفرد يوميًا، والتي قد تؤثر على نجاحه إن لم يتمكن من إيجاد حلول فعالة لها، وتتجلى أهميتها في النقاط التالية:
المشكلة في العمل، هي الموقف الذي يخلق فجوة بين النتائج المرجوة والنتائج الفعلية. بالإضافة إلى ذلك، عادةً لا يكون للمشكلة الحقيقية حل واضح على الفور، لذلك لمهارة حل المشكلة فوائد عديدة في بيئة العمل، أهمها:
يعتمد اتخاذ القرار بشكل مباشر على مهارة حل المشكلة، فالشخص الأكثر قدرة على إيجاد أفضل الحلول هو أكثر كفاءة في اتخاذ القرارات الصحيحة والناجحة، وتعد هذه المهارة من أهم عوامل نجاح رواد الأعمال وقادة الفرق في اتخاذ القرارات البناءة التي تطور من الأعمال وتحقق النتائج الفعالة.
يجنب التخطيط المسبق للأمور الكثير من المشاكل، ويساعد في إيجاد أفضل الحلول الفعالة، ويسهل اكتشاف الخطأ والتعامل معه، مما يوفر الوقت والجهد، ويزيد الإنتاجية.
تجعل مهارة حل المشكلة الفرد معتادًا على فحص خيارات متعددة للتعامل مع التحديات، ويساعد على الشعور بثقة أكبر في اتخاذ القرارت المناسبة، مما يحقق النجاح المهني، ويطور أداء فريق العمل للحصول على النتائج الأكثر جودة وكفاءة.
تعزز مهارة حل المشكلات أساليب البحث عن أفضل الحلول، والتعرف على كل ما هو جديد، مما يمنح الموظف خبرة أكبر ومعرفة أشمل بطرق واستراتيجيات البحث الفعال الذي يحقق أهداف العمل.
إن الاعتياد على مواجهة الصعوبات وحل المشكلات، يمنح المرونة في التعامل مع الأمور والتفكير في فيها من منظور مختلف، والنظر إلى العقبات المحتملة بطريقة جديدة، وممارسة طرق التفكير الناقد للوصول للحل الأمثل، مما يقدم رؤى جديدة في بيئة العمل ويطور من مهارات الفريق ككل.
يعد حل المشكلات الإبداعي أحد أكثر المهارات المطلوبة في جميع بيئات العمل المختلفة، إذ إنه يعزز رأس المال البشري للمؤسسة، ويمنحها ميزة تنافسية.
ومن خلال استراتيجيات حل المشكلات، والتي توفر طرق للتعامل مع المشكلات، يمكن النظر إلى المشاكل بتمعن، ومنها يمكن العثور على أفضل حل للمشكلة.
يحدث ذلك من خلال طرح الأسئلة المتعلقة بتوقيت وكيفية حدوث المشكلة. هذا الطرح يكون من أجل البحث عن إجابات تساعد في تحديد المشكلة وحلها بطريقة منطقية. هذه الأسئلة هي:
بعد الإجابة على هذه الأسئلة بشكل منطقي، بعيد عن التأثر بأي ظروف خارجية. تتوفر الآن مجموعة من المعلومات والبيانات التي تساعد للانتقال للمرحلة التالية.
يساعد التعرف على المشكلة من جميع زواياها، في الحصول على حلول منطقية لها. وهنا تأتي مهارات فرعية تعتمد عليها مهارة حل المشكلة، أولها التفكير الإبداعي، ويليها مهارة إدارة الأزمات، ومهارة البحث.
يمكن في هذه الخطوة الاستعانة بمصادر خارجية. سواء كانت هذه المصادر هي أشخاص محيطة، أو حتى كانت دراسات سابقة أو أمثلة لأشخاص واجهوا نفس الموقف من قبل.
ويجب الانتباه إلى أن الحلول البديلة هنا لها دور فعَال. فيجب أن يكون هناك خطة أولى تشمل الحل الأول، وأيضاً خطط ثانية وثالثة بديلة للاستعداد لأي تغيير قد يطرأ لم يكن في الحسبان.
وهي الخطوة الأهم في مهارة حل المشكلات. فبعد طرح المشكلة ومعرفة سببها، ووضع الحلول الأساسية والبديلة. يجب الاختيار فيما بينها من أجل الوصول لأفضل حل للمشكلة.
ويكون اتخاذ القرار باختيار الحل الأنسب من بين المقترح، والتفكير في بعض العناصر مثل: الفعالية، والتطبيق العملي، وحسن التوقيت، والموارد، والتكلفة.
تعتمد متابعة الحل على المراقبة المستمرة، واختبار الأحداث الفعلية مقابل التوقعات. يعد حل المشكلات القائم على استخدام أساليب الوضوح أكثر فاعلية إن حافظ على مسار خطة التنفيذ المحددة، أو طرأ تحديث استجابةً للتغييرات المستقبلية.
يوجد تقنيات متنوعة تساعد في فهم المشكلات وتحليلها والوصول لأفضل الحلول الفعالة لها، من أشهرها:
تتكون هذه التقنية في حل المشكلات من أربع خطوات:
هو نهج تعاوني قائم على نقاط القوة للتغيير في المنظمات والأنظمة البشرية الأخرى، تعتمد هذه الطريقة على التركيز على نقاط القوة في الأشخاص والمنظمات بدلًا من تحسين نقاط الضعف، وتتضمن المراحل التالية:
تعتمد هذه الطريقة على سؤال لماذا خمس مرات على الأقل للوصول لخمسة أسباب للمشكلة، بهدف التعمق أكثر في إيجاد السبب الحقيقي أو السبب الجذري للمشكلة. ويعد استخدام هذه الطريقة نوع من أساليب التحليل العميق.
هي مجموعة من أدوات وتقنيات الإدارة المصممة لتحسين قدرة عملية الأعمال من خلال تقليل احتمالية الخطأ، وهو نهج يعتمد على البيانات ويستخدم منهجية إحصائية لإزالة العيوب وتقليل العيوب وتحسين الأرباح.
وتعتمد على خمس خطوات رئيسية:
تعتمد هذه التقنية على حل المشكلات التفاعلي، وتتطلب نهجًا مستمرًا لإيجاد السبب الرئيسي من خلال أخذ الوقت الكافي، للبحث في أصل المشكلة والجذر الأساسي لها.
في عالم الأعمال سريع التطور، يستخدم المدراء ورواد الأعمال الناجحين العديد من الممارسات للتمكّن من إيجاد أفضل الحلول لأي مشكلة قد تواجههم للتغلب عليها، ومن أهم الأمثلة عليها:
يعتمد العصف الذهني في بيئة العمل على توفير حلول مختلفة للمشكلة التي تواجه فريق العمل، بعد تحديد المشكلة، وأسبابها، وتفاصيلها، يطرح المدير بعض الأسئلة للنظر في الإجابات المختلفة، ويعتمد على عدة تقنيات أهمها:
بعد تبادل الأفكار، تُجمع الحلول الممكنة لاختيار الخيار الأفضل منها، واتخاذ القرار، ثم توضع الأولويات لخطة التنفيذ مع الفرق، وتُحدد خطة التنفيذ وجدولة المهام ومسار العمليات.
يُستخدم أيضًا في حل المشكلة تحليل SWOT، إذ يساعد هذا التحليل على إبراز نقاط القوة والضعف في حل معين، ويستخدم لتضييق نطاق الإجابات والحلول الممكنة بإظهار مقارنة للاختلافات بين الحلول، ويعني:
Threats هل لهذا الحل تأثيرات سلبية أو أي تهديدات؟
هناك الكثير من الطرق لتطوير مهارة حل المشكلة أهمها:
مهارة حل المشكلات من المهارات التي تعتمد على عدة مهارات فرعية أخرى. لذلك يعتمد تطوير مهارة حل المشكلة على تطوير المهارات الفرعية لها، من أهمها:
تسمح مهارة التفكير الإبداعي للأفراد بالكشف عن حلول مبتكرة وتقدمية للمشكلات، وتقديم وجهات نظر جديدة وحلول تجريبية لجميع أنواع المشاكل.
يساعد التفكير التحليلي في البحث عن أسباب المشكلة وفهمها، وتقييم كفاءة الحلول واختيار الأفضل منها.
أصبحت وسائل البحث متاحة بكل سهولة، لكن تعتمد تطوير مهارة البحث على القراءة المستمرة، لذلك يجب
جعل المصدر الدائم هي الكتب والمراجع الموثوقة، وتوجيه القراءة لمواقف واجهت الغير وكيف استطاعوا حلها بمهارة حل المشكلات.
كذلك تعد المناقشة والتحدث مع أصحاب الخبرات الموثوقة من أفضل طرق الحصول على المعلومات، والاستماع للمواقف التي واجهتهم فيما قبل. وقد يكون البحث في صورة استقصاء للمعنيين بالمشكلة.
بالإضافة إلى الحرص على تخصيص ساعة أو ساعتين يومياً للتعرف على كل ما هو جديد فيما يخص مجال العمل، وتتبع الأخبار الجديدة والمتطورة في المجال من المواقع الموثوقة المخصصة.
مهارة العمل الجماعي تتطلب الاستماع الفعال، والمرونة في التعامل مع الآخرين، لأن العمل الجماعي قائم على أساس مبدأ التعاون.
إن العمل الجماعي له أهمية كبيرة في تطوير مهارة حل المشكلة، خاصة بما يتعلق بمرحلة البحث عن حلول، وما تحتاجه من عصف ذهني لاقتراح أكثر من حل للمشكلة.
تعد إدارة المخاطر من أهم المهارات التي تساعد في حل المشكلات، خاصة عند مرحلة اتخاذ القرار. فبعد تحديد المشكلة وطرح الحلول المناسبة لحلها، يجب النظر لجميع جوانب الحلول، الإيجابية منها والسلبية، ويجب عند اتخاذ القرار لحل المشكلة، أن تتوفر الصورة واضحة من حيث مكاسب وخسائر أو مخاطر القرار، وماهي نسبة التأثير المتوقعة لكل منهم. هنا يمكن تسجيل كل التوقعات السلبية والإيجابية، والتركيز على التوقعات السلبية، والتفكير في حل بديل أو خطوة يمكن تنفيذها عند حدوث أحد هذه التوقعات.
مهارة حل المشكلات من أهم المهارات التي يجب على أي شخص أن يكتسبها لتيسير حياته الشخصية وكذلك العملية خاصة في بيئة العمل، أيضاً عليه أن يهتم بمعرفة أساسياتها وخطواتها ويسعى جاهداً لتطويرها بتطوير المهارات الفرعية التي تقوي هذه المهارة.