يحقق بعض الأشخاص نجاحًا سريعًا وغير متوقع، وبعضهم يحقق نجاحًا أقل، بينما البعض الآخر لا يحقق شيئًا، والسبب وراء ذلك هو التفكير الإبداعي، فهو الوسيلة المُثلى للتميز في مجال العمل. لذلك لا بد من الخروج من منطقة الراحة، تلك المنطقة التي تؤْثِرُ المألوف وتخاف الجديد على عكس التفكير الإبداعي فهو تفكير خلَّاق يكره الروتين، ويَكْسِرُ المألوف، ويأتي بكل ما هو مبتكر وجديد في عالم العمل الذي يبحث عن التطوير والتجديد في كل يوم.
يعتقد الكثيرون أن التفكير الإبداعي حكرًا على العباقرة وأصحاب الإبتكار وأنه تفكير يُخلق بالفطرة، إلا أن الحقيقة عكس ذلك، فهو اكتساب رؤى جديدة وأفكار مبتكرة، والاستفادة من أنماط مختلفة، والتفكير في المعلومات من عدة وجهات نظر، من خلال استخدام مجموعة متنوعة من استراتيجيات العصف الذهني في اكتشاف حلول جديدة للمشكلات في كل مجالات الحياة والعمل.
هو القدرة على إدراك الأنماط غير الواضحة، وهو التفكير غير التقليدي، الذي يأتي بأفكار مبتكرة وفريدة؛ وطرق جديدة لتنفيذ المهام وحل المشكلات ومواجهة التحديات، وتقديم منظور جديد للعمل. مما يساعد الإدارات والمؤسسات على أن تكون أكثر إنتاجية.
إذ يستطيع صاحبه النظر إلى المشكلة أو القضية المطروحة من زوايا مختلفة، والتعامل معها بطريقة جديدة؛ من أجل أن يأتي بحلول مبتكرة غير تقليدية، أو اكتشاف جوانب إيجابية في المشكلة، تؤدي إلى استنتاجات فعالة وأساليب جديدة. يمكن مساعدة التفكير الإبداعي عن طريق العصف الذهني أو التفكير الجانبي لتوليد الأفكار.
في حين يميل كثير من الأشخاص إلى الأفكار الشائعة والتقليدية إيثارًا للراحة والاختصار في معالجة أمورهم المختلفة، فيتبعون طريقة تعامُلٍ مماثلة لمشكلة سابقة تشبه المشكلة المطروحة، أو يعتمدون على بعض المعلومات الناقصة، أو غير ذلك.
يتمثل التفكير الإبداعي في مجال العمل بما يلي:
التفكير الإبداعي هو طريقة للنظر إلى المواقف أو المشكلات من منظور جديد، لتصور وإنشاء شيء جديد وأصلي؛ بينما التفكير الناقد هو عملية منطقية منظمة ومتسلسلة ومنضبطة، لترشيد المعلومات وتحليلها وتقييمها وتفسيرها، لإصدار أحكام واستنتاجات وقرارات مستنيرة.
تتضمن أهم الاختلافات بينهما مايلي:
يُستخدم كل من التفكير النقدي والتفكير الإبداعي لحل المشكلات بطرق مختلفة. بالنسبة للتفكير الناقد، فإن العملية منظمة ومنهجية. بينما بالنسبة للتفكير الإبداعي، تكون العملية سلسة وتجريبية.
هناك خمسة أنواع أساسية تعزز من استراتيجيات التفكير الإبداعي، أشهرها التفكير المتشعب والمتقارب، وتتمثل في:
إن أصحاب التفكير الإبداعي لديهم القدرة على حل مشكلات بيئة العمل المختلفة، كإيجاد رأي يُنهي التعارض بين رأيين، أو إنهاء منازعة بين بعض أفراد العمل، أو الحصول على نتائج جديدة من بعض البيانات، أو ابتكار حلٍّ لأزمة تتعرض لها مؤسسة العمل سواء كانت أزمة مالية، أو إدارية، أو بشرية، أو حتى الأزمات الطبيعية.
وتتضمن أهمية التفكير الإبداعي مايلي:
يوفر التفكير الإبداعي وعيًا بالذات إذ يبدأ التفكير بشكل حقيقي وموثوق باستخدام الأفكار والمشاعر والمعتقدات، مما يخلق تحيزًا في الأفكار، لكن يمكن تعلم وضع هذه الأفكار جانبًا والتعرف بعمق على النفس. هذا يجعل الفرد أكثر ثقة في أفكاره ووعيه، مما يمكنه من البدء في المساهمة في المجموعة والأعمال بشكل عام.
إن الوقوع في مشاكل ومواقف محرجة واتخاذ قرارات صعبة أمر لا مفر منه، ولكن التعامل معها بالفن والاحتراف والتفكير الإبداعي يمنح الشجاعة الكافية لتنفيذ وقبول النتائج مهما كانت، كما أنه يساعد على تقبل عدم النجاح السريع، والسعي لإيجاد طرق بديلة ورؤى إبداعية للاستمرار نحو أهداف النجاح.
تؤدي ممارسة التفكير الإبداعي على أساس دائم، إلى تخفيف التوتر والضغط الذي يقع على عاتق الناس بسبب المسؤوليات الروتينية والمتعددة، من خلال التعامل مع الأمور التي تسبب التوتر بطريقة مختلفة وأكثر إبداعًا. إذ يؤدي تكرار العمل اليومي أو المسؤوليات بنفس الآلية إلى الشعور بالإحباط والخوف خاصةً إذا لم ينتج عنه نتائج مبهرة، واقتصر على نفس النتائج. فيساعد التفكير الإبداعي هنا في التخلص من أسباب التوتر وخلق أفكار أكثر إبداعًا وذكاءً. وقد يساعد أيضًا في إنجاز المهام بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
إن تقديم أفكار جديدة ومبتكرة أو حلول مختلفة، يؤدي إلى التغلب على عقبات تقدم الإنتاجية المهنية، ويساهم في رفع مستوى الإبداع والابتكار باستمرار، من خلال اتباع النهج الذكي الذي يحدد المسار ويعد سر النجاح، ويضمن عدم الخسارة لفترة طويلة.
أهم سمات التفكير الإبداعي هي خلق روح التعاون بين فريق العمل، وتوليد التماسك الاجتماعي بين أعضاء الفريق، وذلك لأن المصلحة العامة لا تتحقق إلا من خلال المشاركة، وطرح الأفكار الإبداعية وتطويرها بما يتناسب مع طبيعة العمل. مما يحقق النجاح ويزيد مبيعات المنتج أو الخدمة المقدمة للمجتمع.
من أهم سمات التفكير الإبداعي أنه يجعل الفرد أقل تقبلًا لفكرة الاستسلام للفشل. ويدفعه دائمًا إلى تطوير التفكير وإتقان مهارات جديدة، من أجل المساعدة في الإبداع بطريقة مختلفة.
الأشخاص الذين يتبعون نهج التفكير الإبداعي يبتكرون دون الاهتمام بما يعتقده الناس عنهم، فيفكرون ويتفاعلون مع العالم بحرية وإرادة كاملة.
يعد التفكير الإبداعي أمرًا بالغ الأهمية للمساعدة في التعرف على الأنماط التي قد لا تكون واضحة للوهلة الأولى. ويطور مهارات حل المشكلات، وله فوائد بعيدة المدى في كل من العمل والحياة الشخصية، أهمها:
هناك الكثير من مهارات التفكير الإبداعي ، وأهمها:
الطريقة الأكثر إنتاجية للتفكير الإبداعي هي تطبيقه لحل المشكلات. إذ يقدم وجهات نظر وطرق جديدة يمكن أن تضمن النتائج الضرورية، من خلال تحقيق الأفكار المبتكرة والتنسيق والتواصل بين الأشخاص في عملية حل المشكلات. مما يؤدي إلى إعادة تصور التحديات وتحويلها إلى احتمالات.
يساعد التفكير الإبداعي في العمل مع البيانات، ويسهل التحليل والفهم العميق للموضوع. إذ يمكن استخدام نتائج تحليل البيانات لدفع الأفكار الإبداعية في المسار الصحيح والاتجاه الفعال.
وتساعد المهارات التحليلية في فهم العديد من المواقف الأخرى خارج البيئة الاجتماعية. وتوفر القدرة على قراءة المعلومات والبيانات وفهمها بشكل أعمق لما تعنيه، واستيعابها بطرق مختلفة. لذلك غالبًا ما تكون القدرة على تحليل المعلومات هي الخطوة الأولى في عملية التفكير الإبداعي.
يلعب التواصل دورًا أساسيًا في العملية الإبداعية. إذ لا يمكن للفرد نقل الأفكار الإبداعية بدون تواصل فعال مع الآخرين، والتعاطف معهم لفهمهم بشكل أفضل، والحصول على دعمهم، بالإضافة إلى تقبل آرائهم، وتشجيع المناقشات المفتوحة. مما يتطلب تحقيق مهارات الاستماع الفعال، والقدرة على طرح الأسئلة الصحيحة.
إن الركون إلى المعتاد والخلود إلى منطقة الراحة يتنافى تمامًا مع التفكير الإبداعي؛ إذ يحتاج المرء إلى عقل متفتح واسع الأفق وأن يكون مستعدًا لاحتضان الفرص الجديدة، للتغلب على التحيز وطرق التفكير النمطية التي تحد من التطوير والنظرة الشمولية للعالم. إذ تمكّن المرونة والجرأة في كسر الحواجز، من تقبل الأفكار الجديدة التي تساعد على التطور.
يلعب التنظيم دورًا مهمًا في التفكير الإبداعي لأنه يسمح بترتيب الأفكار بشكل أفضل، ويساعد في نقلها وتقديمها باتباع هيكل ورؤية واضحة للتمكّن من متابعتها وفهمها بسهولة.
تحتاج كل فكرة إبداعية إلى تشكيل خطة عمل، وتحديد الأهداف، وتحديد مواعيد نهائية محددة.
ويتحقق ذلك من خلال التنظيم، لما يوفره من الاستعداد الكامل والدائم لأي تطوير في مختلف المجالات.
يمكن للتفكير الإبداعي أحيانًا أن يخرج بفكرة إبداعية من خلال أخذ فكرتين ودمجهما معًا. فقد لا تتمكن الأفكار في شكلها الأساسي من تلبية الهدف أو حل المشكلة الأصلية، أو ربما تكون الفكرة ابتكارية تمامًا ولكن هناك فقط بعض المعلومات الجيدة فيها.
تعد القدرة على النظر إلى الأفكار بعمق، والقدرة على تفكيكها وتشريحها ودمجها مع الأفكار الأخرى مهارة فعالة وضرورية. وقد تساعد على حل النزاعات بسهولة وإيجاد حل وسط.
على الرغم من أن بعض رواد الأعمال يرون أنه لا يمكن التنبؤ بالإبداع والابتكار وأن هذا يحدث من قبيل الصدفة، إلا أن التفكير الإبداعي يعتمد على إستراتيجيات، والتزام هذه الإستراتيجيات من شأنه أن يقود إلى الإبداع والابتكار، وأهمها:
يعتمد على طرح الحلول المتعددة والأفكار، وقد يكون فرديًا يمارسه الشخص بمفرده، وقد يكون جماعيًا يمارسه الشخص مع مجموعة من الأصدقاء.
وهي رسم بياني بألوان مختلفة من شأنه تثبيت الصورة في الذهن؛ وذلك لأن تأثير الصورة أكبر كثيرًا من تأثير الكلمات.
كالنظر لها من زاوية مختلفة، وأسباب مختلفة، وسيناريو مختلف.
وذلك بتخيل مشكلة لم تحدث، ثم تمثيلها مع الزملاء في العمل، إذ يوفر التدريب والاستعداد للمشاكل قبل وقوعها.
تتنوع فرص التفكير الإبداعي في مكان العمل، فيما يلي بعض الأمثلة عن كيفية عرض التفكير الإبداعي في وظائف مختلفة.
قد يشمل ترتيب عروض البيع بالتجزئة لتحقيق أقصى قدر من التأثير. وقد تتضمن المهام الإبداعية الفنية تصميم الشعارات، أو كتابة نسخة إعلانية، أو إنشاء عبوة لمنتج، أو صياغة نص برمجي للهاتف.
يبرز حل المشكلات الإبداعي على أنه مبتكر، من خلال إيجاد حلولًا جديدة بدلًا من مجرد تحديد القاعدة وتنفيذها. يمكن تبادل الأفكار حول طرق جديدة لتقليل استخدام الطاقة، أو إيجاد طرق جديدة لخفض التكاليف أثناء أزمة الميزانية، أو تطوير إستراتيجية تقاضي فريدة للدفاع عن العميل.
يعتقد بعض الناس أن العلوم والهندسة هي نقيض الفن والإبداع. إلا أن هذا ليس صحيحًا. إذ تعد مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM إبداعية أيضًا. يتمثل التفكير الإبداعي في هذه المجالات من خلال مثلًا: تصميم روبوت بخط تجميع أكثر كفاءة، أو كتابة برنامج كمبيوتر جديد مبتكر، أو تطوير فرضية قابلة للاختبار.
يعد التفكير الإبداعي ضروري في العديد من المواقف، وليس فقط في مجال الصناعات الإبداعية التقليدية. إذ يمكن أن يكون مهمًا سواء في حل مشكلة، أو تنظيم التقويم وجدول الأعمال، أو في طريق غير فعال مع الفريق. وتتمثل إحدى طرق التفكير الإبداعي الفعال في تحديد المشكلة الصحيحة.
يمكن أن يساعد استخدام استراتيجيات التفكير المتشعب في تحليل المشكلة من كل زاوية، وتحديد الجذور والأسباب الحقيقية للمشكلة. وبمجرد العثور على المشكلة الجذرية، يمكن استخدام التفكير الجانبي أو التفكير المتقارب لاكتشاف حلول جديدة ربما لم تكن موجودة من قبل.
قد تساعد إضافة القيود، مثل الجدول الزمني أو الميزانية للمشروع، في توجيه جلسة التفكير الإبداعي. على سبيل المثال، يمكن طرح الأفكار حول كيفية التعامل مع مشكلة معينة إذا تم تخفيض الميزانية إلى النصف. يمكن أن تساعد القيود في تحفيز الأفكار الفريدة.
تتنوع أمثلة التفكير الإبداعي وتتعدد لتشمل مجالات مختلفة. وهذه أهم الأمثلة على التفكير الإبداعي:
على الرغم من أن بعض الناس يولدون ولديهم بالفطرة القدرة على إدراك الواقع بشكل إبداعي، إلا أن التفكير الإبداعي يشبه تمامًا العديد من المهارات الأخرى التي يمكن تطويرها بمرور الوقت. إذ يؤدي تطوير مهارة التفكير الإبداعي إلى تحسين جودة العمل، والتأثير بشكل كبير على طريقة التعامل مع المهام المعقدة، وأهمها:
إن القراءة حياة مع الحياة، وقراءة الموضوعات الجديدة والمختلفة، تجدد العقل وتزيد الثراء المعرفي، مما يطور كثيرًا الابتكار والتفكير الإبداعي.
تعني منطقة الراحة أو منطقة الأمان، ركون الشخص إلى الأفكار المألوفة إيثارًا للراحة وخوفًا من المخاطرة بالجديد. وهذه المنطقة كثيرة الخطورة على النجاح وإثبات الذات؛ فعند مواجهة تحديًا إبداعيًا، من المفيد محاولة تقييد العمل على مستوى معين، مثل وضع حدًا أكثر صرامة لعدد الكلمات على مهمة كتابية. بهذه الطريقة، يمكن تشجيع العقل على التوصل إلى حلول إبداعية للتغلب على القيود التي وُضعت.
أي استكشاف مواضيع ومعرفة جديدة من خلال البحث، وكثرة طرح الأسئلة وإيجاد الإجابة عنها، والمحاولة المستمرة لاكتساب المزيد من المعرفة حول الأشياء التي تثير الاهتمام.
تتضمن تقنية القبعات الست النظر إلى مشكلة من ستة وجهات نظر مختلفة، يمكن من خلال ذلك الحصول على أفكار أكثر من النظر إلى الموقف من وجهة نظر واحدة أو اثنتين. وتتضمن مايلي:
يهدف الناس إلى التحسين وإيجاد طرق جديدة لتنفيذ المهام. وبالتالي، فإن امتلاك نظرة متفائلة تساهم في تحسين جودة العمل، والحصول على أفكار أكثر إبداعًا. لذلك قد تثبّت ممارسة القناعة والامتنان النظرة الإيجابية وتجنب الأفكار السلبية. بالإضافة إلى ذلك يساعد فهم وإدراك أن العقبات جزء طبيعي من الحياة، في تعزيز العقلية الإيجابية.
مثل كتاب التفكير الإبداعي، تشارلز فيلبس، ويضم هذا الكتاب خمسين لغزًا مع التدرج من السهل إلى الصعب.
بغض النظر عن مجال عمل الفرد، هو بحاجة إلى التعامل مع مهام ومشكلات معينة بطريقة إبداعية. يساعد التفكير الإبداعي في تحقيق أهداف قصيرة وطويلة المدى، والمساهمة في المشاريع ذات الأفكار الإبداعية، والمساعدة في حل المشكلات اليومية.
عند التفكير بطريقة إبداعية، يُستخدم الخيال للتوصل إلى أفكار مبتكرة وحلول غير عادية. إذ يتضمن التفكير الإبداعي مهارات التحليل، وحل المشكلات، والتنظيم، والتواصل الفعال. مما يفيد في تحديد وحل المشكلات المعقدة، والتعامل مع المواقف التي قد يواجهها المرء على أساس يومي، داخل وخارج العمل.