يعد اللون جزء أساسي من التفاعل بين الإنسان والحاسوب، ويهتم المصممون بتطبيق نظرية الألوان Color theory من خلال اتباع بعض القواعد والإرشادات للوصول لأفضل تناسق في تركيب الألوان داخل الصور أو التصميم الجرافيكي، باستخدام وسائل كثيرة أشهرها وأقدمها عجلة الألوان لمخترعها إسحاق نيوتن عام 1666.
تساعد نظرية الألوان في بناء العلامة التجارية لأن ألوان التصميم تعلق في أذهان الجمهور، لذا يهتم بها رواد الأعمال والمصممين.
هي مجموعة من القواعد والإرشادات التي يجب على المصممين استخدامها، للتواصل مع الجمهور من خلال خلط الألوان المتناغمة في التصميم باستخدام عجلة الألوان. إذ تنظم العلاقة بين صبغات الألوان المختلفة، وتتكون من اثني عشر صبغة من الألوان الأساسية والثانوية والفرعية لتركيب ألوان متناسقة.
تعد نظرية اللون مزيج من العلم وعلم النفس والعاطفة، مما يجعل اللون جانبًا رئيسيًا في التصميم، وأمرًا بالغ الأهمية في التسويق والعلامات التجارية. فهو أول شيء يراه المستهلكون ويربطونه بالعلامة التجارية. لهذا السبب، يعد اختيار أفضل الألوان للتسويق هو الخطوة الأولى للنجاح. فلم يعد نجاح الشركة يتحدد بجودة المنتجات التي تبيعها أو الخدمات التي تقدمها فقط، إذ يتعلق نجاح الشركة أيضًا بمدى وصول الشركة إلى العملاء وجذب اهتمامهم بمنتجاتها أو خدماتها.
واللون هو إحدى طرق التواصل مع العملاء لأن الألوان المختلفة يمكن أن تؤثر على قرارات المستهلك. إذ يمكن أن يؤدي اختيار تركيبة الألوان المناسبة في كثير من الأحيان إلى رد فعل نفسي مرغوب فيه.
تلعب مجموعات الألوان دورًا حيويًا في علم النفس والسلوك، لذلك لها أهمية كبيرة في التصميم والعلامة التجارية والشعار.
هناك ثلاثة مكونات أساسية يستخدمها المصمم هي: عجلة الألوان، وتناسق الألوان، وسياق الألوان.
يعتمد التصميم على المهارات الإبداعية في خلق التناغم والانسجام بين الألوان، إلا أن هناك العديد من الخبرات المطلوبة لإتقان خبرة نظرية الألوان، أهمها:
يتكون نموذج RGB من ثلاثة ألوان تشمل: اللون الأحمر Red، واللون الأخضر Green، واللون الأزرق Blue، و في حالة خلط الألوان الثلاثة يتكون اللون الأبيض.
يستخدم نموذج RGB في التصميم المعروض على أجهزة التلفاز، والحاسب الآلي، والمحمول، والشاشات، بوجه عام لأنه يعكس اللون مع الضوء الخارج من الشاشات.
يتكون نموذج CMYK من أربعة ألوان تشمل: اللون الأصفر Yellow، واللون الأسود Black، واللون الأرجواني Magenta، واللون الأزرق السماوي Cyan، ويستخدم نموذج CMYK في تصميم المطبوعات الورقية سواء كتب، أو لافتات، أو بطاقات تعريفية، لأنه يعكس الضوء ولا ينتقل بواسطة الضوء.
تعد عجلة الألوان أساس نظرية الألوان لأنها الطريقة التي تُختار بها الألوان لتكون متناسقة مع بعضها داخل التصميم، و عجلة الألوان هي عجلة دائرية مكونة من مجموعة ألوان تقسم إلى الألوان الأساسية، والألوان الثانوية، والألوان الفرعية.
1- الألوان الأساسية
تعد الألوان الأساسية بداية عجلة الألوان وتشمل الأحمر، والأصفر، والأزرق، تنتج هذه الألوان من دون خلطها مع ألوان اخرى، و في حالة مزج هذه الألوان مع بعضها تتكون ألوان أخرى مختلفة.
2- الألوان الثانوية
هي مجموعة ألوان تنتج من مزج متساوي من لونين أساسيين، وتشمل أربعة ألوان: الأرجواني، والأخضر، والبرتقالي، والسماوي.
ينتج اللون البرتقالي من دمج لونين أساسيين مثل اللون الأحمر مع الأصفر، وينتج اللون الأرجواني من خلط اللون الأحمر مع الأزرق، وينتج اللون الأخضر من دمج اللون الأزرق مع اللون الأصفر، وينتج اللون السماوي من خلط اللون الأزرق مع الأخضر.
3- الألوان الفرعية
تنتج الألوان الفرعية من خلط لون أساسي مع لون ثانوي مثل: اللون البني، هو ناتج عن مزج اللون الـأحمر مع اللون الأخضر.
يعني نظام الألوان الأحادية اختيار ثلاث درجات من نفس اللون في التصميم مما يعطي لمسة من الهدوء والتناغم، مثل اختيار اللون البيج ودرجاته، ويستخدم في التصميمات لإرشاد المستهلك وجذب العين عن طريق تدرج الألوان.
يعتمد نظام الألوان المتجاورة على اختيار لون رئيسي واللونين المجاورين له، مثل اختيار اللون الأزرق واللونين المجاورين له وهما الأزرق الفاتح والسماوي، مما يعطي التصميم شعور بالراحة والهدوء.
يعتمد نظام الألوان المتقابلة على اختيار اللون وما يقابله في عجلة الألوان، مثل اختيار اللون الأحمر واللون الأخضر الذي يقابله، مما يعطي التصميم روح مليئة بالحيوية والنشاط، ويجب استخدام هذا النظام بحذر حتى لا يزعج العين.
يعتمد نظام الألوان الثلاثية على اختيار ثلاثة ألوان تمثل مثلثًا ومتباعدة عن بعضها البعض بمسافات متساوية في عجلة الألوان، لتعطي التصميم قوة وجرأة، مثل اختيار اللون البرتقالي و النبيتي والأزرق في تصميم شعار برجر كينج، مما جعل كل عنصر بارز ومتناغم مع باقي التصميم.
يعتمد نظام الألوان الرباعية على اختيار أربع ألوان بينهما مسافات على هيئة مستطيل على عجلة الألوان، ويفضل تحديد لون أساسي في التصميم، والألوان الثلاث الباقية بنسب صغيرة للمحافظة على جمال التصميم.
تؤثر درجة اللون في التصميم، وتعد صبغة اللون هي اللون الصافي من دون تغميقه أو تفتيحه، في حالة إضافة اللون الأبيض إلى اللون الصافي يصبح اللون فاتح ويسمى Tint، وفي حالة إضافة اللون الأسود إلى اللون الصافي يصبح غامق أكثر ويسمى Shade، وفي حالة إضافة اللون الرمادي إلى اللون الصافي يصبح باهت ويسمى Tone.
يعني التشبع اللوني Saturation كثافة اللون في الصورة، فكلما ازداد التشبع اللوني، تبدو الألوان أكثر نقاءً، وفي حالة انعدام التشبع اللوني تصبح الصورة بلون أبيض وأسود، ويمكن التحكم بدرجة تشبع اللون في برامج التصميم الجرافيكي مثل فوتوشوب.
ويقصد بالسطوع brightness درجة شدة الضوء ويمكن التحكم فيها باستخدام برامج تصحيح الألوان Color Correction.
الألوان لها تأثير عميق للحالة المزاجية وتنقسم إلى:
1- الألوان الدافئة Warm colors
تتمثل الألوان الدافئة في اللون الأحمر والأصفر والبرتقالي وجميع الألوان التي تقع بينهم، تعطي هذه الألوان إحساس بالإثارة والقوة والبهجة في التصميم، ويجب استخدامها بحذر لأن في حالة استخدامها بكثرة قد تعطي شعور بالغضب.
2- الألوان الباردة Cool colors
تشمل الألوان الباردة اللون الأخضر والبنفسجي والأزرق، وهذه الألوان توحي بالهدوء وتساعد في تحسين الحالة المزاجية لأنها تمثل ألوان البحر والشجر.
3- الألوان المحايدة Neutral Colors
تشمل اللون الأبيض والأسود والرمادي، الألوان المحايدة غير موجودة في عجلة الألوان وتستخدم في خلفية التصميم بصورة كبيرة.
لابد من معرفة أن نظرية الألوان واسعة جدًا، ومن أهم الأجزاء الذي يهتم بها المصممون المحترفون هي فهم سيكولوجية الألوان ودلالة كل لون على الجمهور المستهدف، مثل:
تتنوع الأدوات المستخدمة في اختيار الألوان وتنسيقها، ومن أفضل الأدوات Adobe Color التي تساعد في تنسيق الألوان وفق عجلة الألوان، كما يمكن تصدير الألوان و استخدامها في برنامج التصميم فوتوشوب، وتوفر أداة Coolors.co مجموعة من الخيارات لضبط الألوان ودرجاتها وتصديرها بتنسيق مناسب، بينما أداة Colorhexa فهي خاصة بمزج الألوان وتنسيقها وإعطاء معلومات عن كل لون.
بعد الانتهاء من اختيار الألوان لابد من التأكد من درجة التناسق لدرجات الألوان باستخدام أدوات مثل: أداة Contrast Checker، وأداة Colour Contrast Analyser للوصول لأفضل الألوان في التصميم.
لا يحتاج العمل في نظرية الألوان إلى مؤهلات أكاديمية، وإنما تعتمد على الفن والذوق والإبداع، والخبرة في استخدامها، ومع ذلك تُدرّس في بعض السياقات العلمية المتخصصة في مجالات التصميم.
مؤهل بكالوريوس في إحدى التخصصات التالية:
يحتاج المصمم استخدام نظرية الألوان في التصميم الجرافيكي لتحقيق تناغم الألوان، وليعطي التصميم طابع مميز، لذلك تتجلى أهمية نظرية الألوان في ما يلي:
تستخدم نظرية الألوان من خلال عجلة الألوان في دمج الألوان الأساسية التي تشمل الأحمر، والأخضر، والأزرق مع الألوان الثانوية والألوان الفرعية، من خلال قواعد ليصبح التصميم متناسق مما يجذب العملاء.
يؤدي اختيار الألوان المناسبة داخل التصميم إلى زيادة فعالية الحملة الإعلانية وزيادة التحويلات، إذ تنجذب العين نحو الألوان المتباينة مما يؤدى لزيادة التفاعل.
يستخدم المصممون الألوان لإقناع العملاء من خلال التأثير على مشاعرهم مثل، استعمال اللون الأزرق الذي يوحي بالثقة، ويرتبط اللون الأخضر بالنمو، ويعبر اللون الذهبي أو الفضي عن الأناقة والرقي، لذا من المهم معرفة الجمهور المستهدف وتحديد الألوان للتأثير على قراره وإقناعه.
يجب الأخذ في الاعتبار اختلاف تأثير الألوان على كل شخص، فعلى سبيل المثال، يحب الرجال الألوان الجريئة والمشرقة، بينما تفضل النساء الألوان الناعمة، لذلك في حملة إعلانية موجهة للرجال لا يستخدم اللون الأرجواني.
تستخدم الألوان في بناء العلامة التجارية، فعلى سبيل المثال، يرتبط فيسبوك كعلامة تجارية ارتباطًا وثيقًا باللون الأزرق الباهت، ويرتبط Twitter باللون الأزرق السماوي الخاص به، لذا ينصح باختيار لون يتناسب مع طبيعة الجمهور المستهدف.
يستخدم المصممون الألوان لتوجيه أعين العملاء نحو ما يريدون والترتيب المنطقي لما يشاهدون، لذا يجب الحذر من استخدام الألوان التكاملية لأنها قد تحدث تنافر فلا ينجذب إليها العميل، وتعد الألوان المتقاربة الأفضل في الاستخدام لأنها تعطي إحساس بالصفاء، إذ يحفز استخدام الألوان المتناغمة في التصميم الحالة المزاجية للجمهور المستهدف ويدفعهم نحو التسوق والشراء.
يمكن اعتماد دمج مجموعة من الألوان، كوسيلة تميز العلامة التجارية، وتجعلها عالقة فى ذهن الجمهور، وإيصال الرسالة الخاصة بالشركة إلى الجمهور المستهدف.
يجعل استخدام نظرية الألوان، التصميم احترافي بجودة عالية لأن وجود قواعد ينتهجها المصمم في اختيار الألوان، تمنع الأخطاء الناجمة عن الفروق الفردية والأذواق المختلفة التي تضعف من جودة التصميم، فالبعض يحب الألوان الداكنة والآخر يفضل الألوان الساطعة دون دراسة تأثير الألوان ودلالاتها.
تُستخدم نظرية الألوان في العديد من المجالات، تتضمن المجالات الإبداعية، والفنية، والتسويقية، وما إلى ذلك، وهذه أمثلة على بعض استخداماتها:
يحتاج كل المصممين إلى استخدام نظرية الألوان في اختيار ودمج الألوان بداخل التصميم، عن طريق اتباع بعض القواعد، وتعلم مهارات استخدام نظرية الألوان وأساسياتها، وتطبيق مبادئها على جميع المجالات العملية مثل بناء العلامة التجارية وتصميم المواقع والمنصات.