تعتمد المنظمات عند البدء في أي مشروع على التخطيط الاستراتيجي كمرحلة أولى ضمن المسار الذي ستتخذه، وسواء أكانت هذه المنظمة ناشئة أو تسعى إلى توسيع أعمالها، يُعد وضع خطة استراتيجية محكمة قادرة على توحيد جهود الموظفين ومواءمتها مع الرؤية والرسالة، من أهم الخطوات التي تسعى المنظمة لها بكفاءة، لضمان تحقيق الأهداف الشاملة طويلة الأجل.
التخطيط الاستراتيجي هو عملية إدارية مؤسسية تُستخدم لتحديد الأهداف، من خلال تنظيم الأولويات، وتركيز الطاقات والجهود والموارد، وتقوية العمليات، والتأكد من أن الموظفين وأصحاب المصلحة يعملون ضمن مسارات ثابتة نحو أهداف مشتركة، وإبرام اتفاق حول النتائج، وتقييم وتعديل اتجاه المنظمة في استجابة لبيئة متغيرة.
إنه جهد منظم ينتج قرارات وإجراءات أساسية تشكل وتوجه المنظمة، ومن تخدمها، وماذا تفعل، ولماذا تفعل ذلك، مع التركيز على الأهداف المستقبلية. لا يقتصر التخطيط الاستراتيجي الفعال على توضيح أين تتجه المنظمة والإجراءات اللازمة لإحراز التقدم فقط، ولكن أيضًا كيف ستعرف أنها ناجحة.
يعتمد التخطيط الاستراتيجي على أربع مراحل رئيسية هي:
يركز التخطيط الاستراتيجي على تحديد الأهداف العامة للعمل ووضع خطة لتحقيقها. إنه ينطوي على التراجع عن العمليات اليومية، والسؤال عن اتجاه العمل وماذا يجب أن تكون أولوياته. لذلك يختلف التخطيط الاستراتيجي عن خطة العمل ويتمثل هذا الفرق في مايلي:
تدور عملية التخطيط الاستراتيجي حول تحديد الاتجاه الذي تريد أن تأخذ عملك فيه. على عكس خطة العمل التي تهدف إلى توفير خريطة الطريق التفصيلية التي ستأخذك في الاتجاه الذي تريده.
يتطلب تطوير الإستراتيجية الفعالة تحولًا في التركيز من الاهتمامات اليومية إلى خيارات العمل الأوسع والأطول أجلًا.
يتمثل التخطيط الاستراتيجي في عدة خطوات رئيسية تشمل: تقييم بيئة العمل الحالية، والنظر إلى السوق الذي تعمل به المنظمة لتحديد مجالات التغيير والضعف والنمو المحتمل. تُحدد الأهداف والاستراتيجيات المُطوّرة بناء على الدراسات السابقة. ثم العمل على تطوير خطة التشغيل السنوية. بمجرد اكتمال كل هذه الخطوات، يمكن للمؤسسة بعد ذلك كتابة الخطة الإستراتيجية، وهي خطة طويلة الأجل قد تكون من 3 إلى 10 سنوات.
لذلك يتطلب التخطيط الاستراتيجي استثمار الجهد والوقت، والتمتع بقدرات معرفية يمكن توظيفها لإنشاء خطة استراتيجية مناسبة، وفيما يلي ذكر لأهمها:
تظهر أهمية هذه المهارة في تضمين بيانات واضحة ومحددة بدقة تتعلق بشخصية المنظمة، وتتضمن الهوية الاستراتيجية العناصر التالية:
لكل منظمة أهداف استراتيجية ترغب في تحقيقها على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل، وتظهر الكفاءة في تحديد الأهداف من خلال وضع أهداف SMART أي:
تُعد أداة SWOT من الأدوات المهمة في عملية التخطيط الاستراتيجي؛ وهذا ما يجعل الاستخدام الأمثل لهذه الأداة من الكفاءات المهمة، وتبرز أهميتها في إمكانية توفير المعلومات المتعلقة بالبيئة الداخلية والخارجية للمنظمة من خلال تحديد ما يلي:
الخطة الإستراتيجية للأعمال هي خطة تنفيذ تهدف إلى تحويل إستراتيجية العمل إلى عناصر عمل يمكن تنفيذها بمرور الوقت، لذلك يجب أن تكون الخطة واضحة وشاملة لكافة الخطوات المطلوبة، وتحديد المسؤوليات والمهام، ورسم مسار التنفيذ على الصعيد اليومي. عادةً ما تكون خطة العمل وثيقة، وقصيرة الأجل، وأكثر واقعية من الخطة الإستراتيجية. وتميل إلى التركيز بشكل أكبر على الاعتبارات التشغيلية مثل، اتجاهات المبيعات، والتدفقات النقدية.
هي عملية إنشاء النماذج المالية على شكل جداول تضم المعلومات المتعلقة باستثمارات المنظمة وطرق التمثيل المالي، وتظهر أهميتها في تحديد تأثيرات الأعمال على الأرباح المستقبلية، وتفيد هذه المهام في إدخال البيانات الناتجة عنها في عملية التخطيط الاستراتيجي، وضمان التقييم ومراقبة النتائج.
يجب تعيين مؤشرات الأداء الرئيسية (KPI's) بناءً على الأهداف التنظيمية. تعمل هذه المؤشرات على مواءمة أداء وإنتاجية الموظفين مع الأهداف الإستراتيجية طويلة المدى.
يجب تتبع مخرجات الشركة، وتقييم كيفية أدائها فيما يتعلق بالأهداف المحددة قبل إطلاق الاستراتيجية. يساعد هذا على البقاء على المسار الصحيح مع المواعيد النهائية والأهداف، بالإضافة إلى مخاوف الميزانية.
يتضمن تقييم الإستراتيجية أيضًا تحديد المعايير وتعديلها حسب الحاجة، وجمع الملاحظات وقياس الأداء. تساعد نتائج تقييم الاستراتيجية في إنشاء أفضل الممارسات وتحديد الاستراتيجيات المستقبلية.
لأن تحليل القوى التنافسية وفهم مستوى المنافسة في المنظمة من أساسيات التخطيط الاستراتيجي، فإن استخدام نموذج بورتر بكفاءة ومراقبته بانتظام من بين المهارات المهمة المساعدة في ذلك، وتبرز أهمية هذه المهارة في التحقق من خمسة قوى أساسية وتوفير معلومات عنها وهي:
من أهم المهارات التي يشتمل عليها التخطيط الاستراتيجي، هي التمكن من استخدام أداة PESTLE لتحليل العوامل الخارجية وتدقيقها، لتوفير معلومات عن الجوانب الستة التالية:
تلعب برامج Microsoft مثل، Word، و Excel، و Powerpoint، دورًا مهمًا في المساعدة على التخطيط الاستراتيجي، من خلال إنشاء المستندات والتعديل عليها بطريقة تسمح بالحصول على المعلومات بسهولة وفي وقت وجيز، وإمكانية مشاركتها للاستفادة منها بكفاءة.
يتطلب التخطيط الاستراتيجي الحصول على الشهادات العلمية التي يمكن من خلالها الحصول على المعارف والتمتع بالقدرات الفكرية اللازمة، وعادةً يُطلب الحصول على شهادة البكالوريوس أو الماجستير في إحدى التخصصات التالية:
تستغرق عملية التخطيط الاستراتيجي المزيد من الوقت، لتحديد الأهداف والغايات التنظيمية التي تعزز زيادة الإنتاجية والمساهمة في نجاح الأعمال، ويحتل التخطيط الاستراتيجي مكانة مميزة في المنظمة لأهميتها في تحقيق ما يلي:
من خلال اعتماد التخطيط الاستراتيجي، يحصل كل عضو في فريق العمل على الاتجاه الصحيح الذي يؤدي إلى متابعة الأعمال، ضمن مجال محدد المواعيد، والأساليب، والاستراتيجيات، بالتناسق مع أهداف وغايات المنظمة.
يتضمن التخطيط الاستراتيجي دراسة تحليلية للسوق، مما يمكّن من تحديد المنافسين، بالإضافة إلى تحديد الإمكانات المادية، والموارد المالية، والمهارات البشرية، والامتلاك التقني الذي يميز المنظمة عن غيرها، ويجعلها قادرة على اكتساب ميزة تنافسية واستدامتها.
تظهر أهمية التخطيط الاستراتيجي في جعل المنظمة قادرة على التنبؤ بالمخاطر القادمة، وكيفية اقتناص الفرص المناسبة، لتجنب التهديدات والتحديات التي قد تعيق تحقيق الأهداف.
يتيح وجود خطة استراتيجية مناسبة في المنظمة، تنفيذ استراتيجيات التسويق، وأداء أعمالها التجارية، التي تساعدها في توسيع قاعدة عملائها المحتملين، والحصول على العملاء المستهدفين، وبالتالي ارتفاع المبيعات، وزيادة معدلات الأرباح.
أثناء التخطيط الاستراتيجي تعمل المنظمة على دراسة الجانب المالي المتعلق بالقدرة على توسيع الأعمال، أو تطوير المنتجات، وقد تلجأ إلى جذب استثمارات من أطراف خارجية مثل: البنوك، والمستثمرين.
يساعد إيصال الخطة الاستراتيجية بفاعلية على إبقاء الموظفين على دراية بالأهداف والمسار الصحيح، وجعلهم جزء من المنظمة من خلال تمكينهم لتنفيذ المهام والمسؤوليات؛ وهذا ما يمنحهم الإحساس بالانتماء الذي يرفع من قدرتهم على الأداء، وتحفيزهم وتشجيعهم على مواصلة العمل الجاد.
يمكن من خلال التخطيط الاستراتيجي، تقليل المخاطر بالاعتماد على الاستراتيجيات التالية:
يتطلب التخطيط الاستراتيجي إشراك الموظفين من خلال مناقشة آرائهم، وهذا ما يمنحهم الإحساس بضرورة المشاركة والمساهمة في تنفيذ الأعمال بكفاءة، والرفع من الإنتاجية ومنه زيادة الأرباح.
نظرًا للتغير السريع والمستمر، تلجأ المنظمات إلى مراجعة وتقييم الخطة الاستراتيجية التي وضعتها سابقًا باستمرار، واتخاذ قرارات استراتيجية لضمان نموها واستمراريتها، وقد يؤدي ذلك إلى ابتكار منتج جديد يعتمد على التقنيات والمعدات الجديدة.
هي إحدى أهم نماذج التخطيط الاستراتيجي وتستخدم على نطاق واسع في مختلف المنظمات والمؤسسات؛ وذلك لأنها تأخذ في الاعتبار المعلومات المتعلقة بالمقاييس المالية والتشغيلية التي تسمح بإعطاء نظرة شاملة عن الأداء في الماضي، والحاضر، وإمكانية التنبؤ بالأداء المستقبلي، وتعد بطاقة الأداء المتوازن مثالية لأنها تدعم التحسين المستمر على مستوى الأداء من خلال تحليل المناطق الأربع التالية:
يمكن الاعتماد على هذا النموذج في معظم أنواع المؤسسات، خاصة تلك التي تبحث عن خطط لتطوير الأعمال، ويعتمد نموذج نظرية التغيير على وضع أهداف طويلة المدى تسعى المنظمة إلى تحقيقها، وهو من النماذج التي تسمح بالتمييز بين الأهداف المرغوبة والفعلية؛ وذلك بالمرور بالخطوات التالية:
يرتكز هذا النموذج على ضمان التواصل وتحسينه في جميع أجزاء المنظمة من خلال مشاركة النتائج، بالإضافة إلى جلسات الاستماع والمناقشة بين المرؤوسين والإدارة للتوصل إلى تحديد أهداف واقعية، قابلة للقياس والتحقيق، وقادرة على توحيد جميع المستويات من خلال وضع أهداف استراتيجية، وأخرى تكتيكية بالإضافة إلى أهداف عملية؛ وللاستفادة من هذا النموذج بكفاءة يمكن المرور بالخطوات التالية:
يعد تحسين خدمة العملاء استراتيجية عمل جيدة، خاصةً إذا واجه العمل مشكلة في تقديم خدمة عملاء عالية الجودة. فقد حققت بعض الشركات نجاحًا جيدًا وسمعة قوية لامتلاكها خدمة عملاء استثنائية. وعادةً ما تواجه الشركات مشكلة ما في نقطة معينة، لذا فإن استراتيجية العمل التي تركز على تحسين خدمة العملاء، يكون لها أهداف تتمحور حول أشياء مثل، الدعم عبر الإنترنت، أو مركز اتصال أكثر فاعلية.
يمكن تطوير الخطط الاستراتيجية في مجال التسويق على مستوى المنظمة أو مجال الأعمال، ويشمل ذلك، تطوير المنتجات، والتسعير، والترويج، والتوزيع، والمبيعات، والعمليات، وخدمة العملاء.
تلجأ الشركات على مختلف أنواعها وأحجامها إلى عملية التخطيط الاستراتيجي لإنشاء نموذج عمل طويل الأمد، ويتطلب ذلك المسح البيئي الداخلي لفهم نقاط القوة والضعف، بالإضافة إلى تفحص البيئة الخارجية لتحديد الفرص والتهديدات.
إذا استطاعت المنظمة توفير هذه المعلومات يمكنها صياغة خطة استراتيجية واضحة، تضم قائمة من أهداف وغايات قابلة للقياس والتحقيق في أجل محدد بدقة، مع تحديد الكيفية والإجراءات والاستراتيجيات الأكثر كفاءة لتنفيذها وتحقيقها؛ ولضمان النجاح في هذه الخطة يمكن الاستفادة من الأدوات والمؤشرات التي تسمح بمراقبتها وتقييمها باستمرار، لإجراء التعديلات المناسبة.