التخطيط الاستراتيجي

Strategic Planning


التخطيط الاستراتيجي Strategic Planning

تعتمد المنظمات عند البدء في أي مشروع على التخطيط الاستراتيجي كمرحلة أولى ضمن المسار الذي ستتخذه، وسواء أكانت هذه المنظمة ناشئة أو تسعى إلى توسيع أعمالها، يُعد وضع خطة استراتيجية محكمة قادرة على توحيد جهود الموظفين ومواءمتها مع الرؤية والرسالة، من أهم الخطوات التي تسعى المنظمة لها بكفاءة، لضمان تحقيق الأهداف الشاملة طويلة الأجل.


تعريف التخطيط الاستراتيجي

التخطيط الاستراتيجي هو عملية إدارية مؤسسية تُستخدم لتحديد الأهداف، من خلال تنظيم الأولويات، وتركيز الطاقات والجهود والموارد، وتقوية العمليات، والتأكد من أن الموظفين وأصحاب المصلحة يعملون ضمن مسارات ثابتة نحو أهداف مشتركة، وإبرام اتفاق حول النتائج، وتقييم وتعديل اتجاه المنظمة في استجابة لبيئة متغيرة. 

إنه جهد منظم ينتج قرارات وإجراءات أساسية تشكل وتوجه المنظمة، ومن تخدمها، وماذا تفعل، ولماذا تفعل ذلك، مع التركيز على الأهداف المستقبلية. لا يقتصر التخطيط الاستراتيجي الفعال على توضيح أين تتجه المنظمة والإجراءات اللازمة لإحراز التقدم فقط، ولكن أيضًا كيف ستعرف أنها ناجحة.


يعتمد التخطيط الاستراتيجي على أربع مراحل رئيسية هي:

  • التحليل والتقييم، من خلال تطوير فهم البيئتين الداخلية والخارجية الحالية.
  • صياغة الإستراتيجية، من خلال تطوير إستراتيجية عالية المستوى وتوثيق خطة إستراتيجية أساسية على مستوى المنظمة.
  • تنفيذ الإستراتيجية، تتمثّل في ترجمة الخطة عالية المستوى إلى المزيد من التخطيط التشغيلي وعناصر العمل.
  • مرحلة التقييم والإدارة، من خلال تحسين وتقييم مستمر للأداء، والثقافة، والتواصل، وتقارير البيانات.


يركز التخطيط الاستراتيجي على تحديد الأهداف العامة للعمل ووضع خطة لتحقيقها. إنه ينطوي على التراجع عن العمليات اليومية، والسؤال عن اتجاه العمل وماذا يجب أن تكون أولوياته. لذلك يختلف التخطيط الاستراتيجي عن خطة العمل ويتمثل هذا الفرق في مايلي: 


تدور عملية التخطيط الاستراتيجي حول تحديد الاتجاه الذي تريد أن تأخذ عملك فيه. على عكس خطة العمل التي تهدف إلى توفير خريطة الطريق التفصيلية التي ستأخذك في الاتجاه الذي تريده.

يتطلب تطوير الإستراتيجية الفعالة تحولًا في التركيز من الاهتمامات اليومية إلى خيارات العمل الأوسع والأطول أجلًا.



ما هي الكفاءات التي يشتمل عليها التخطيط الاستراتيجي؟

يتمثل التخطيط الاستراتيجي في عدة خطوات رئيسية تشمل: تقييم بيئة العمل الحالية، والنظر إلى السوق الذي تعمل به المنظمة لتحديد مجالات التغيير والضعف والنمو المحتمل. تُحدد الأهداف والاستراتيجيات المُطوّرة بناء على الدراسات السابقة. ثم العمل على تطوير خطة التشغيل السنوية. بمجرد اكتمال كل هذه الخطوات، يمكن للمؤسسة بعد ذلك كتابة الخطة الإستراتيجية، وهي خطة طويلة الأجل قد تكون من 3 إلى 10 سنوات.


لذلك يتطلب التخطيط الاستراتيجي استثمار الجهد والوقت، والتمتع بقدرات معرفية يمكن توظيفها لإنشاء خطة استراتيجية مناسبة، وفيما يلي ذكر لأهمها:


صياغة الهوية الاستراتيجية

تظهر أهمية هذه المهارة في تضمين بيانات واضحة ومحددة بدقة تتعلق بشخصية المنظمة، وتتضمن الهوية الاستراتيجية العناصر التالية: 

  • الرؤية الاستراتيجية: هو بيان مكتوب ومصمم بطريقة يمكن من خلاله رسم الصورة الذهنية الكبيرة وتحديد هدف المنظمة، وما تسعى إليه، وما تريد تحقيقه.
  • الرسالة: تكون الرسالة أكثر تحديدًا لوصف سبب وجود المنظمة، وأين؟ وكيف؟ وماذا ستفعل؟ لتحقيق الرؤية. 
  • القيم: يوضح بيان القيم مجموعة المبادئ والأخلاق التي تؤمن بها المنظمة، والتي ستلجأ إليها للتعامل مع المواقف المختلفة المتعلقة بالعملاء والموظفين.


تحديد الأهداف

لكل منظمة أهداف استراتيجية ترغب في تحقيقها على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل، وتظهر الكفاءة في تحديد الأهداف من خلال وضع أهداف SMART  أي: 

  • محددة Specific، فكلما ازداد التركيز على التفاصيل، كلما كان الهدف أكثر قابلية للتحقيق. 
  • قابلة للقياس Measurable، يجب معرفة كيفية قياس الهدف. هذا يضمن أن تبقى الخطة على المسار الصحيح، ويحفز على الانتهاء في الوقت المحدد. لذلك، يعتمد النجاح على مراقبة وتقييم التقدم بانتظام. 
  • قابلة للتحقيق Achievable، يجب معرفة الموارد جيدًا، والتأكد عما إذا كان من الممكن تحقيق هذا الهدف مع مراعاة القيود التي تعمل في ظلها، والتي تشمل الجدولة والتكاليف. 
  • واقعية وذات صلة Relevant، يجب أن تتماشى هذه الأهداف مع أهداف المؤسسة الأخرى ذات الصلة، ويمكن معرفة ذلك من خلال الإجابة على مجموعة من الأسئلة مثل، هل الهدف جدير بالاهتمام؟ ربما الوقت ليس مناسبًا. هل تتناسب مع احتياجات أخرى؟ أو ربما لا تتماشى مع الاقتصاد الحالي أو الاتجاهات الاجتماعية. إذا قدمت الإجابات الصحيحة على هذه الأسئلة، فهي ذات صلة.
  • مرتبطة بالوقت Time-related، لا يمكن تحقيق الأهداف دون موعد نهائي. إذ يمثل الموعد النهائي حافزًا كبيرًا، ويوفر سياقًا للتعرف على المهام المختلفة اللازمة للوصول إلى هذا الهدف في الوقت المخصص. 


تطبيق تقييم وتحليل شامل من خلال SWOT

تُعد أداة SWOT  من الأدوات المهمة في عملية التخطيط الاستراتيجي؛ وهذا ما يجعل الاستخدام الأمثل لهذه الأداة من الكفاءات المهمة، وتبرز أهميتها في إمكانية توفير المعلومات المتعلقة بالبيئة الداخلية والخارجية للمنظمة من خلال تحديد ما يلي: 

  • عناصر القوة Strengths:  من خلال تحديد العوامل التي تمتلكها المنظمة وتوصلها لإنجاز أهدافها بشكل جيد مثل: العلامة التجارية، الإمكانات المادية والمصادر المالية المتاحة، والكفاءات المتميزة التي لها القدرة على تقديم منتجات مميزة.
  • نقاط الضعف Weaknesses:  بتحديد القيود التي تواجهها الشركة في تطوير وتنفيذ الإستراتيجية مثل: المشاكل العملية الداخلية، أو نقص الخبرة الإدارية، أو المجالات التي يتميز فيها المنافسون...إلخ.
  • مواطن الفرص Opportunities: بعد فحص مكونات البيئة الخارجية يمكن معرفة مصادر الفرص مثل: العثور على استخدامات جديدة لتحسين نوعية المنتجات، أو العثور على أسواق جديدة، أو إمكانية توسيع الرقعة الجغرافية للسوق.
  • التهديدات Threats: مثل التهديدات المرتبطة بإمكانية دخول المنافسين وزيادة الضغط التنافسي، وكذلك دراسة إمكانية تغيير الأنماط الاستهلاكية للعملاء لتغيير أذواقهم وحاجاتهم.


وضع خطة عمل

الخطة الإستراتيجية للأعمال هي خطة تنفيذ تهدف إلى تحويل إستراتيجية العمل إلى عناصر عمل يمكن تنفيذها بمرور الوقت، لذلك يجب أن تكون الخطة واضحة وشاملة لكافة الخطوات المطلوبة، وتحديد المسؤوليات والمهام، ورسم مسار التنفيذ على الصعيد اليومي. عادةً ما تكون خطة العمل وثيقة، وقصيرة الأجل، وأكثر واقعية من الخطة الإستراتيجية. وتميل إلى التركيز بشكل أكبر على الاعتبارات التشغيلية مثل، اتجاهات المبيعات، والتدفقات النقدية.


النمذجة المالية

هي عملية إنشاء النماذج المالية على شكل جداول تضم المعلومات المتعلقة باستثمارات المنظمة وطرق التمثيل المالي، وتظهر أهميتها في تحديد تأثيرات الأعمال على الأرباح المستقبلية، وتفيد هذه المهام في إدخال البيانات الناتجة عنها في عملية التخطيط الاستراتيجي، وضمان التقييم ومراقبة النتائج.


مقاييس الأداء

يجب تعيين مؤشرات الأداء الرئيسية (KPI's) بناءً على الأهداف التنظيمية. تعمل هذه المؤشرات على مواءمة أداء وإنتاجية الموظفين مع الأهداف الإستراتيجية طويلة المدى.


تقييم الاستراتيجية

يجب تتبع مخرجات الشركة، وتقييم كيفية أدائها فيما يتعلق بالأهداف المحددة قبل إطلاق الاستراتيجية. يساعد هذا على البقاء على المسار الصحيح مع المواعيد النهائية والأهداف، بالإضافة إلى مخاوف الميزانية. 

يتضمن تقييم الإستراتيجية أيضًا تحديد المعايير وتعديلها حسب الحاجة، وجمع الملاحظات وقياس الأداء. تساعد نتائج تقييم الاستراتيجية في إنشاء أفضل الممارسات وتحديد الاستراتيجيات المستقبلية.


استخدام نموذج بورتر

لأن تحليل القوى التنافسية وفهم مستوى المنافسة في المنظمة من أساسيات التخطيط الاستراتيجي، فإن استخدام نموذج بورتر بكفاءة ومراقبته بانتظام من بين المهارات المهمة المساعدة في ذلك، وتبرز أهمية هذه المهارة في التحقق من خمسة قوى أساسية وتوفير معلومات عنها وهي: 

  • المنافسة في الصناعة: بعد تحليل السوق يمكن تحديد المنافسين، وعددهم، ونقاط ضعفهم وقوتهم، بالإضافة إلى التعرف على المركز التنافسي للمنظمة ومدى قدرتها على المنافسة. 
  • إمكانات الداخلين الجدد: ويعني ذلك التعرف على العوائق المتعلقة بإمكانية دخول تهديد جديد إلى السوق يتمتع بوضعية مستقرة، ويمكن أن يتسبب في إنشاء منافسة شديدة تشكل خطرًا على تقدم العمل.
  • قوة الموردين: أي تقديم دراسة عن عدد الموردين الذين لديهم القدرة والرغبة في تقديم منتجات المنظمة أو خدماتها إلى العملاء، بالإضافة إلى مدى قوتهم، ومقدار الضغط التنافسي الذي قد يمارسه على العمل.
  • قوة العملاء: يتضمن تحليل قوة العملاء، الحصول على معلومات متعلقة بالكمية التي يشتريها العملاء، ومدى حساسيتهم للسعر، ومدى علمهم بالمنتج ومميزاته، وولائهم للعلامة التجارية، وما إلى ذلك.
  • التهديد من البدائل: يعد توفر بدائل جديدة تحقق التميز من ناحية توفير الوقت، وتوفير المال، والجودة العالية، من أهم التهديدات التي قد تضطر المنظمة لمواجهتها؛ لذلك يساعد توفير معلومات كافية عنها وفي الوقت المناسب، في توفير خطط للتعامل معها وإيجاد الحلول المناسبة.


تحليل PESTLE

من أهم المهارات التي يشتمل عليها التخطيط الاستراتيجي، هي التمكن من استخدام أداة PESTLE لتحليل العوامل الخارجية وتدقيقها، لتوفير معلومات عن الجوانب الستة التالية: 

  • الاقتصادية: مثل، معدلات الفائدة والصرف، ومعدلات البطالة، وتوفر الائتمان، والقدرة الشرائية.
  • السياسية: مثل، الاستقرار السياسي، والسياسات الضريبية.
  • القانونية: مثل، التشريعات القانونية الجديدة التي قد تؤثر على التوظيف، والقوانين المتعلقة بالصادرات والواردات.
  • التكنولوجية: مثل، التقنيات الجديدة، والابتكارات المتطورة، والتغير في الخدمات الجديدة، وظهور معدات جديدة.
  • الاجتماعية: مثل، معدل النمو السكاني، والتوزيع العمري، وتباين الثقافات، وأنماط الحياة المختلفة، والمعتقدات والقيم.
  • البيئية: مثل، التغير في مجال البيئة، والاحترازات العالمية للمحافظة عليها من التلوث، والاحتباس الحراري.


استخدام برامج Microsoft

تلعب برامج Microsoft  مثل، Word، و Excel، و  Powerpoint، دورًا مهمًا في المساعدة على التخطيط الاستراتيجي، من خلال إنشاء المستندات والتعديل عليها بطريقة تسمح بالحصول على المعلومات بسهولة وفي وقت وجيز، وإمكانية مشاركتها للاستفادة منها بكفاءة.


الشهادات العلمية والمهنية

الشهادات العلمية

يتطلب التخطيط الاستراتيجي الحصول على الشهادات العلمية التي يمكن من خلالها الحصول على المعارف والتمتع بالقدرات الفكرية اللازمة، وعادةً يُطلب الحصول على شهادة البكالوريوس أو الماجستير في إحدى التخصصات التالية: 

  • إدارة الأعمال
  • التسويق
  • أو أي مجال مشابه


الشهادات المهنية

  • مدير التخطيط الاستراتيجي المعتمد Certified Strategic Planning Manager CSPM  
  • الشهادة الاحترافية في التخطيط الاستراتيجي Strategic Planning professional Certification SPP
  • إدارة المشاريع الاحترافية Project Management Professional PMP 



أهمية التخطيط الاستراتيجي

تستغرق عملية التخطيط الاستراتيجي المزيد من الوقت، لتحديد الأهداف والغايات التنظيمية التي تعزز زيادة الإنتاجية والمساهمة في نجاح الأعمال، ويحتل التخطيط الاستراتيجي مكانة مميزة في المنظمة لأهميتها في تحقيق ما يلي: 


توجيه فرق العمل

من خلال اعتماد التخطيط الاستراتيجي، يحصل كل عضو في فريق العمل على الاتجاه الصحيح الذي يؤدي إلى متابعة الأعمال، ضمن مجال محدد المواعيد، والأساليب، والاستراتيجيات، بالتناسق مع أهداف وغايات المنظمة.


اكتساب ميزة تنافسية

يتضمن التخطيط الاستراتيجي دراسة تحليلية للسوق، مما يمكّن من تحديد المنافسين، بالإضافة إلى تحديد الإمكانات المادية، والموارد المالية، والمهارات البشرية، والامتلاك التقني الذي يميز المنظمة عن غيرها، ويجعلها قادرة على اكتساب ميزة تنافسية واستدامتها.


جعل المنظمة أكثر استباقية

تظهر أهمية التخطيط الاستراتيجي في جعل المنظمة قادرة على التنبؤ بالمخاطر القادمة، وكيفية اقتناص الفرص المناسبة، لتجنب التهديدات والتحديات التي قد تعيق تحقيق الأهداف.


ارتفاع المبيعات وزيادة الأرباح

يتيح وجود خطة استراتيجية مناسبة في المنظمة، تنفيذ استراتيجيات التسويق، وأداء أعمالها التجارية، التي تساعدها في توسيع قاعدة عملائها المحتملين، والحصول على العملاء المستهدفين، وبالتالي ارتفاع المبيعات، وزيادة معدلات الأرباح.


جذب المستثمرين

أثناء التخطيط الاستراتيجي تعمل المنظمة على دراسة الجانب المالي المتعلق بالقدرة على توسيع الأعمال، أو تطوير المنتجات، وقد تلجأ إلى جذب استثمارات من أطراف خارجية مثل: البنوك، والمستثمرين.


تحفيز الموارد البشرية

يساعد إيصال الخطة الاستراتيجية بفاعلية على إبقاء الموظفين على دراية بالأهداف والمسار الصحيح، وجعلهم جزء من المنظمة من خلال تمكينهم لتنفيذ المهام والمسؤوليات؛ وهذا ما يمنحهم الإحساس بالانتماء الذي يرفع من قدرتهم على الأداء، وتحفيزهم وتشجيعهم على مواصلة العمل الجاد.


تقليل المخاطر

يمكن من خلال التخطيط الاستراتيجي، تقليل المخاطر بالاعتماد على الاستراتيجيات التالية: 

  • دراسة البيئة الداخلية لمعرفة نقاط الضعف فيها للتغلب عليها، وتحديد  مصادر القوة لتقويتها وتنميتها.
  • التعرف على الفرص المتاحة والاستفادة منها في مشاريع النمو.
  • فحص معوقات وتحديات العمل، وإدراجها ضمن الخطة الاستراتيجية لتفاديها، وإيجاد حلول مناسبة لها.


زيادة الإنتاجية

يتطلب التخطيط الاستراتيجي إشراك الموظفين من خلال مناقشة آرائهم، وهذا ما يمنحهم الإحساس بضرورة المشاركة والمساهمة في تنفيذ الأعمال بكفاءة، والرفع من الإنتاجية ومنه زيادة الأرباح.


الابتكار

نظرًا للتغير السريع والمستمر، تلجأ المنظمات إلى مراجعة وتقييم الخطة الاستراتيجية التي وضعتها سابقًا باستمرار، واتخاذ قرارات استراتيجية لضمان نموها واستمراريتها، وقد يؤدي ذلك إلى ابتكار منتج جديد يعتمد على التقنيات والمعدات الجديدة.


أمثلة عن نماذج التخطيط الاستراتيجي

بطاقة الأداء المتوازن The Balanced Scorecard BSC 

هي إحدى أهم نماذج التخطيط الاستراتيجي وتستخدم على نطاق واسع في مختلف المنظمات والمؤسسات؛ وذلك لأنها تأخذ في الاعتبار المعلومات المتعلقة بالمقاييس المالية والتشغيلية التي تسمح بإعطاء نظرة شاملة عن الأداء في الماضي، والحاضر، وإمكانية التنبؤ بالأداء المستقبلي، وتعد بطاقة الأداء المتوازن مثالية لأنها تدعم التحسين المستمر على مستوى الأداء من خلال تحليل المناطق الأربع التالية:

  • العمليات التجارية: تحديد الفجوات والنقائص المتعلقة بالعمليات التشغيلية، والتحقق من الجودة.
  • المالية والتمويل: مثل، النفقات، والمبيعات، ومقدار التحويل، والعائد على الاستثمار.
  • التعلم والنمو: مثل، برامج التدريب، وموارد المعرفة، والحصول على المعلومات.
  • العملاء والمشترين: مثل، ملاحظات العملاء، ومدى رضا العملاء عن الجودة والسعر. 


نموذج نظرية التغيير Theory of change TOC 

يمكن الاعتماد على هذا النموذج في معظم أنواع المؤسسات، خاصة تلك التي تبحث عن خطط لتطوير الأعمال، ويعتمد نموذج نظرية التغيير على وضع أهداف طويلة المدى تسعى المنظمة إلى تحقيقها، وهو من النماذج التي تسمح بالتمييز بين الأهداف المرغوبة والفعلية؛ وذلك بالمرور بالخطوات التالية: 

  • تحديد صورة عن الأهداف طويلة المدى.
  • وضع خريطة للشروط اللازمة لتحقيق الأهداف.
  • تحديد الافتراضات الأساسية التي تستند عليها عملية التغيير.
  • تحديد التدخلات والاستراتيجيات الضرورية لتحقيق الأهداف.
  • تطوير مؤشرات وأدوات تقييم الأداء، وتحديد مدى التقدم في تحقيق النتائج.
  • مراجعة وتحديث نموذج نظرية التغيير وتتبع المسار.


نموذج هوشين Hoshin Planning

يرتكز هذا النموذج على ضمان التواصل وتحسينه في جميع أجزاء المنظمة من خلال مشاركة النتائج، بالإضافة إلى جلسات الاستماع والمناقشة بين المرؤوسين والإدارة للتوصل إلى تحديد أهداف واقعية، قابلة للقياس والتحقيق، وقادرة على توحيد جميع المستويات من خلال وضع أهداف استراتيجية، وأخرى تكتيكية بالإضافة إلى أهداف عملية؛ وللاستفادة من هذا النموذج بكفاءة يمكن المرور بالخطوات التالية: 

  • وضع رؤية قوية للمنظمة.
  • تطوير أهداف مهمة من شأنها خلق ميزة تنافسية.
  • تطوير الأهداف وتقسيمها إلى أهداف سنوية.
  • نشر الأهداف السنوية عبر جميع مستويات المنظمة.
  • التنفيذ الفعلي للأهداف السنوية.
  • المراجعات الشهرية وربع السنوية للتأكد من التنفيذ الصحيح للخطة.
  • إجراء المراجعة السنوية للتحقق من النتائج.


أمثلة عن تخطيط استراتيجية الأعمال

تحسين خدمة العملاء

يعد تحسين خدمة العملاء استراتيجية عمل جيدة، خاصةً إذا واجه العمل مشكلة في تقديم خدمة عملاء عالية الجودة. فقد حققت بعض الشركات نجاحًا جيدًا وسمعة قوية لامتلاكها خدمة عملاء استثنائية. وعادةً ما تواجه الشركات مشكلة ما في نقطة معينة، لذا فإن استراتيجية العمل التي تركز على تحسين خدمة العملاء، يكون لها أهداف تتمحور حول أشياء مثل، الدعم عبر الإنترنت، أو مركز اتصال أكثر فاعلية.


التسويق

يمكن تطوير الخطط الاستراتيجية في مجال التسويق على مستوى المنظمة أو مجال الأعمال، ويشمل ذلك، تطوير المنتجات، والتسعير، والترويج، والتوزيع، والمبيعات، والعمليات، وخدمة العملاء.


خاتمة

تلجأ الشركات على مختلف أنواعها وأحجامها إلى عملية التخطيط الاستراتيجي لإنشاء نموذج عمل طويل الأمد، ويتطلب ذلك المسح البيئي الداخلي لفهم نقاط القوة والضعف، بالإضافة إلى تفحص البيئة الخارجية لتحديد الفرص والتهديدات.

إذا استطاعت المنظمة توفير هذه المعلومات يمكنها صياغة خطة استراتيجية واضحة، تضم قائمة من أهداف وغايات قابلة للقياس والتحقيق في أجل محدد بدقة، مع تحديد الكيفية والإجراءات والاستراتيجيات الأكثر كفاءة لتنفيذها وتحقيقها؛ ولضمان النجاح في هذه الخطة يمكن الاستفادة من الأدوات والمؤشرات التي تسمح بمراقبتها وتقييمها باستمرار، لإجراء التعديلات المناسبة.


مقالات ذات صلة

تحليل البيانات
Data analysis
التسويق الرقمي
Digital Marketing
تطوير قواعد البيانات
Database Development